امية جحا وقصة مفاتيح العودة

أمية جحا .. وقصة " مفاتيح العودة "




عمار محمد خالد و أسامة الكوهجي – الجزيرة توك - المنامة

ألتقت الجزيرة توك بفنانة الكاريكاتير أمية جحا خلال معرض "مفاتيح العودة" الذي أقيم في
البحرين مطلع شهر يوليو وتعتبر هذه أول مرة تشارك فيها الفنانة أمية جحا بحضورها المعرض
وقد أعددنا معها هذا اللقاء:



الجزيرة توك : ماهي فكرة معرض مفاتيح العودة ؟ وما هي الرسائل التي تودين إرسالها للجمهور
من خلال لوحاتك الكاركتورية؟

المعرض حمل عنوان مفاتيح العودة لأنني أعتقد أن كل اللوحات يغلب عليها رمز المفتاح ، خاصة
أننا مررنا بذكرى النكسة الفلسطينية والعربية في نفس الوقت خلال الأيام الماضية فبالتالي كان
من الحري أن يسمى المعرض بهذا الأسم حتى نبقى متذكرين لهذه النكبة ، تتوالى النكبات وبقي
حال الأمة أسوأ مما سبق وهذا هو المعرض الأول لي بحضوري فمعظم المعارض التي أقيمت لي
في دول عربية وأجنبية لم أتواجد بها بسبب منعي من قبل الإحتلال الإسرائيلي من الخروج من غزة.



الرسالة التي يحملها المعرض هي تذكير للأمة العربية بأن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين
وحدهم وإنما هي قضية العرب والمسلمين جميعاً وتبقى عليهم مسؤولية الدفاع عنها ونصرتها
ليست من إختصاص الفلسطينين وإنما هي واجب وفرض على كل الأمة العربية.




الجزيرة توك : كيف يوصل الكاركتير رسالة للجمهور ويحل قضية متأزمة كقضية فلسطين ،
وماهي المعاني التي تحملها لوحاتك حينما ترسمين الكاركتير؟

في أغلب الأحيان يقول رسامي الكاركتير وأنا من بينهم يقولون ماذا تفعل الرسمة ؟ هل ستحرر
الوطن ؟ وماذا تفعل الكلمة وماذا تفعل الرصاصة أيضا؟ في النهاية هي مسؤولية ملقاة علينا
وأنا صاحبة رسالة فالمهم أن أؤديها في وقتها وتعبر عما يجول في خاطر أمتي وشعبي في هذه
اللحظة فعندما أعرض كاركتير جديد لي وينشر على مواقع إلكترونية كثيرة وتتناوله صحف
كثيرة ومواقع سوف يهتم بها المحتل .



الاحتلال الصهيوني يهتم برسوماتنا وخطوطنا أكثر مما تهتم الأمة العربية وهذا معناه أن الصهاينة
يدركون أن الحرب هي حرب إعلامية وهامة جدا لذلك وجدت الإعلام الغربي كله بيد الصهاينة
والصور مشوهة في المضامين ، الكثيرين يظنون أننا نحن المحتلون الصهاينة هم الضحية وبالتالي
حرب الإعلام حرب خطيرة جداً إذا أدرك العرب قيمة هذه الحرب صدقني سوف ينجحون، لأنهم في
كل الأحوال يقولون ماذا سنفعل هل سنجتاز الحدود بشبابنا ونقاوم، لا نريدكم أن تقاوموابالسلاح
فقط قاوموا بالكلمة وصدقوني سيكون لها وقع كبير جداً، قاوموا بالكلمة بالريشة بالصورة، بكل
ما أوتيتم من قوة وبمواهب متعددة فالأمة العربية تحمل مواهب شابة كبيرة جداً، ويكفيني انا عندما
ادخل موقع الجزيرة توك وانظر إلى القراءات واقرأ ماذا يجول بخاطر الشباب العربي والمسلم؟

حقيقةً أذهل يعني عندنا شباب أكفاء في كافة المجالات و فعلاً نقول بأن الامة بخير كبير جداً ولكن
يجب أن يكون هنالك تفسير واضح الى ماذا تتجه هذه العقول ماذا تكتب ترسم بماذا تهتم، هل نحن
نهتم بالإعلام الصهيوني كما هو يهتم بإعلامنا، تجد لهم موقع إسمه "موقع الإستخبارات
العسكرية الإسرائيلية"، تجد بأنهم يفندون كل شيء أو كل ما يكتب عنهم في الصحف العربية
بشكل عام، ويهتمون فيها بشكل كبير جداً ولا تجد مثل الاهتمام، ربما ان الصهاينة يعرفوني أكثر
مما يعرفوني الغرب واكثر مما يعرفوني العرب.



الجزيرة توك : سمعنا عن أنتاج فيلم جديد لك فهل تخبريننا عن فكرته ؟

ربما انا اهدي شيء للجزيرة توك وهو خبر حصري ربما، وأنتم تكونون أسبق، والآن بما أني
رئيس مجلس ادارة شركة جحا تون لإنتاج أفلام رسوم الكارتون في فلسطين يحمل اسم ،
" حكاية مفتاح " وهو أول فيلم كرتوني عن النكبة الفلسطينية ويجسد مفتاح العودة دور بطولة
الفيلم من عودته بأحداث 1948 ليروي لنا مسيرة هذه النكبة حتى وقتنا الحاضر.





قمنا وانتهينا مؤخراً من قبل يومين فقط من مونتاج أول فلم كارتون عن النكبة الفلسطينية
وعن اللاجئين وهو يعتبر أول فلم كارتون موجه للأطفال وأيضا ان شاء الله للكبار، يسرد كيف
هجر الشعب الفلسطيني وأن هذا الشعب لم يخرج من وطنه بإرادته ، فهو هجر بفعل ما ارتكب بحقه
من مذابح، ولكنه في ذات الوقت قاوم بشبابه وبشيوخه وبأطفاله أيضاً ،ولقد اخترنا شريحة الأطفال
وبلورة الفكرة بالرسوم المتحركة نظراً لما لها من تأثير مباشر على المشاهد وحمل المشاهد
الكرتونية العديد من الأفكار التي تترسخ في العقل .

ويستغرق الفيلم حوالي 38 دقيقة ومترجم إلى اللغة الانجليزية بشكل مباشر حتى نوجه هذه الرسالة
للغرب كذلك وعما قريب سنعرض الفيلم خاصة بعدما طالت مدة انتاج الفيلم بسبب الأوضاع الأخيرة
في غزة.

الجزيرة توك : كيف من الممكن أن نحصل على الفيلم؟ أو هل سيعرض على الانترنت بشكل مجاني؟

بالتأكيد هو ليس مجانياً لأنه مكلف والعمل فيه استمر حوالي 4 شهور وفي ظل الحصار وفي ظل
ما عانيناه من مشاق صعبة جداً، العمل شارك به نخبة قليلة جداً بحكم الامكانات الصعبة و المؤلمة
في غزة تحديداً طاقم العمل لا يتجاوز الـ 6 اشخاص ، وان شاء الله نتمنى أن يكون العرض الأول له
في البحرين الشقيقة .




الجزيرة توك : ما تعليقك على الأحداث الأخيرة في فلسطين ؟

بالنسبة للأحداث الأخيرة في فلسطين لا شك بأن قلبي متألم جداً جداً وفي قلبي حسرة كبيرة على
ما آل عليه حال الشعب الفلسطيني أن يكون هنالك حكومتان وأن يكون هنالك حكومة غنية
وحكومة فقيرة ، حكومة تباح لها كل الامكانات والتسهيلات، وحكومة مرتبطة بشعب غزة والمزيد
من الحصار، حصار فوق حصار و تجويع فوق تجويع وهنالك إغلاق للمعابر أيضاً وأنا اتكلم هنا
خارج البلاد و لو استمر المعبر مغلقا سأستمر أيضا في البعد عن غزة "ويحز" بنفسي أن اكون
بعيدة عن غزة هاشم، أتمنى يا رب أن يعود الشعب الفلسطيني بكل تنظيماته الفلسطينية الى الوحدة
الوطنية، لاننا في أحوج الأوقات اليها، وأن يكون رصاصنا وقتالنا موجه فقط للعدو الصهيوني
الذي يجب أن لا يغامر أحد و يظن أن العدو الصهيوني ممكن أن يكون مع الإنسان الفلسطيني،
الصهاينة ألد أعداء الله للسلام و هم لا يريدون السلام هم يريدون فقط الإستسلام والمزيد من
القتل والتجويع لكل إنسان مقاوم ومناضل.



الجزيرة توك : ماذا تقولين للجزيرة توك ؟

كلمة لجمهور الجزيرة توك، أنا احب الموقع بشكل كبير جداً وفخورة جداً بأن يكون هناك هذا
الكم الهائل من الشباب العربي المثقف والذكي واللماح وأتمنى أن يكونوا فعلاً ممن يكتبون قريباً
عن نصرتنا يا رب قريباً على الاحتلال الصهيوني ودحره من كل ذرة من ثرى فلسطين.






من كاركتيرات معرض " مفتاح العودة "







الفنانة أمية جحا في سطور

-ولدت بمدينة غزة بتاريخ 2-2-1972
-متزوجة وحاصة على جائزة الصحافة العربية
-عضو في جمعية ناجي العلي للفنون التشكيلية في فلسطين
-تعد أول رسامة كاركتير في فلسطين والعالم العربي تعمل في صحيفة سياسية يومية
-تخرجت من قسم الرياضيات بجامعة الأزهر عام1995 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى على الجامعة
-شاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية
-فازت بالمرتبة الأولى على محافظات فلسطين بالكاركتير في مسابقة الأبداع السنوي التي أقامتها وزارة الثقافة الفلسطينية - مارس 1995
-عملت معلمة للرياضيات لمدة ثلاث سنوات ثم استقالت عام1999 لتتفرغ للعمل الفني
-عملت رسامة كاركتير في صحيفة القدس اليومية منذ سبتمبر 1999