خبطة حظ
صعد سلم الطائرة وأجلسته المضيفة على أحد مقاعد الدرجة الأولى التى اضطر لها لعدم وجود أماكن أخرى شاغرة كان المقعد لأحد الشخصيات الغنية وقد حجزه أحدهم وبقى اسمه لآخر لحظة كالمعتاد فلم يتمكن من الوصول نتيجة لطارئ أصابه ... و في الطرف الثاني من المطار بقى اسمه عالقا في كمبيوتر القادمين فقد سقط سهوا على موظفة الشركة استبداله في اللحظات الأخيرة.
هبطت الطائرة وكان في استقباله وفد رفيع المستوى في عالم التجارة والمال والشركات...لم يفهم ما يقولون أحضروا له مترجمة جميلة ومهذبة وعربة فخمة من نوع جاغوار كانت بالانتظار لتقله إلى أفخم المطاعم داخل فندق راقي تم حجز جناح كامل له.
لم يدر ولم يستوعب ما جرى ويجرى تماما كما هم أيضا !! فقد اعتقد بأنهم في البلاد الناطقة بغير العربية أكثر احتراما وتقديرا للفقراء والبسطاء من أمثاله... فانفرجت أساريره وقال تحيى بلاد الضباب ...!! سأل أين يمكنني تعلم لغتكم، عرفانا منى لكم و حتى أتبحر في حسن الضيافة وهذا الكرم الفائض بلا تفسير عندنا نحن الغلابة والمساكين..ردت عليه المترجمة باستهجان من طريقة كلامه وامتعاض على وجهها المزيف بطبقات من الماكياج لم تستطع دبلوماسيتها إخفائه قائلة: لا أعلم عن أي شيء تتحدث ولكن أتريد تعلم اللغة فورا ؟؟ وهل تريد لي أن أموت من الجوع هنا أو انتهى على الرصيف بائعة هوى يا سيدي !!
استيقظ صباحا على صوتها الصاخب حاد النبرات وبصحبتها رجلي شرطة ...أنت موقوف بتهمة انتحال شخصية مهمة ، يحق لك استدعاء محاميك الخاص !أو ستقوم المحكمة باستدعائه لك هكذا ترجمت ما قاله الشرطي باستحقار وشماتة !!.
بقلم م. زياد صيدم